عن ديمقراطية حزب الله من إقليم التفاح إلى مضايا

عن ديمقراطية حزب الله... من "إقليم التفاح" إلى "مضايا"

عن ديمقراطية حزب الله... من "إقليم التفاح" إلى "مضايا"

 الالأردن اليوم -

عن ديمقراطية حزب الله من إقليم التفاح إلى مضايا

علي الأمين

أتحفنا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمحاضرة ديمقراطية في خطابه الأخير.
 
هنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّه من الديمقراطية أن يبقى لبنان بلا رئيس للجمهورية إلى أجلٍ غير مسمى، بإعتبار أنّ من حقّ طرفٍ ما أن يعطل جلسة الإنتخاب، هذه حقيقة "ديمقراطية" وواقعة يجب أن يتعلّمها اللبنانيون من ديمقراطية حزب الله التي تتجلى اليوم بأبهى مظاهرها، بعدما وافق خصوم حزب الله على الإلتزام بمرشحّي فريقه السياسي في 8 آذار، أيّ العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.
 
لكن لا... على الخصوم أن يتوافقوا على إسمٍ واحد هو العماد ميشال عون. والسيد نصرالله، الذي تجلّت ديمقراطيته إلى اقصى الحدود خلال الخطاب، يريد لفريقه السياسي أن يصل إلى تبنّي مرشّحِه، أيّ العماد ميشال عون، من دون أن يمارسَ أيَّ ضغطٍ عليهم. فهو لا يُحِّب إرغامَ الآخرين خاصةً عندما يكونون من فريقِه السياسي ومن حلفائه. لكنّ السيد نصر الله وانطلاقاً من المبادئ الديمقراطية التي يُؤمِن بها ويحترمها، ربما كان عليه كُرمى لوفاءِ الجنرال، أن يقدم بعضَ الإغراءات لحلفائه لينتخبوا العماد ميشال عون. رغم ذلك لم يبادر إلى تقديم أيَّ إغراءٍ سياسي من قبيل أنّ "انتخاب الرئيس نبيه بري للعماد ميشال عون سيكون دَيْناً في عُنقي للرئيس بري، وسأضمن له أن يكونَ حزب الله خَلْفه في تشكيل الحكومة وفي التعيينات، وفي الإنتخابات النيابية". واحدةٌ من هؤلاء كانت ستكفي لإظهار الحرص لدى حزب الله على الإنتخاب الفعلي لمرشّحِه الجنرال عون. وكان يمكن أن يطلبَ من فرنجية، ليس من موقع الفرض بل من موقع تحفيزه، أن يتنازلَ عن الترشّح لصالح حليفهما المشترك ميشال عون، بأنّه سيكون مرشّحَه للإنتخابات الرئاسية التي تَلِي، أو غير ذلك من المحفزات التي سَيَسْعد الجنرال عون بمشاركة حزب الله في تقديمها لفرنجية إذا ما انسحب الأخير وأيَّد الجنرال عون.
 
قصّةُ الديمقراطية مع حزب الله هي قصّة غرام ووئام. فبعدما وصلت مؤسسة تشخيص مصلحة المقاومة إلى خلاصة أنّ العماد ميشال عون مرشحنا مع ترك الباب مفتوحاً لفرنجية، فإنّ "تشخيص مصلحة المقاومة" قررت أنّه لا يجوز الذهاب إلى مجلس النواب ما دام حزب الله ليس في واردِ الضغط من أجل وصول العماد عون ولا استعمال الإغراء لحلفائه. فالفرض على الآخرين ليس من أخلاق حزب الله ولا من سلوكه. هو لم يفعلها في مراحل سابقة دائما كان حريصاً في علاقاته السياسية على وسائل الإقناع الديمقراطي. هكذا مارس السياسة مع كل خصومة كانت تنشأ مع الآخرين من الأقربين في حركة أمل إلى الابعد فالأبعد. وكان مثالاً للديمقراطية في معارك إقليم التفاح بثمانينيات القرن الماضي. كذلك حين قام بإقتحام بيروت في 7 آيار 2008. وحين تولّى الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة لم يضغط على وليد جنبلاط الذي شُبّه له أن بعض المقاتلين من ذوي "القمصان السود" ظهروا في شارع من شوارع بيروت لاحقاً قال جنبلاط: "كان المسدس في رأسي".
 
وكان كافياً لإسكات الوزير السابق وئام وهاب واللواء جميل السيد حين اعترضا على تشكيل حكومة مع تيار المستقبل بعد استقالة حكومة ميقاتي، أن يخرج المعرِّف لإطلالات السيد نصرالله ليقولَ كلمةً واحدةً فيصمتُ من يُشَّوش على هذا التلاقي.
 
وقبل ذلك كانت الخطوة الأهم عندما اختل الميزان الديمقراطي في سورية لصالح الشعب السوري، في مواجهة نظام الأسد، فبرزت ديمقراطية حزب الله بالتدخل الصريح في سورية منعاً لإختلال التوازن الديمقراطي فيها. وأصرَّ نصر الله على دعم ديمقراطية الأسد وحرّياتِه في مواجهة الثورة السورية، الثورة الوحيدة التي ينطبق عليها وصف الإرهاب. لأنّها الثورة الوحيدة التي قامت ضد ديمقراطية الأسد وتعدديته الحزبية ورَحَابة النظام السياسي الذي ضاقت مؤسساته الدستورية والسياسية بالتنوّع السياسي والديمقراطي. أرسلَ نصر الله الآلاف من مقاتليه ليتتافسوا "ديمقراطيًا" في سورية.
 
ومن البراعة في فهمِ الديمقراطية واحترامها والعمل بمقتضياتها، الخروج على شروط الإجتماع السياسي والوطني بالإنتقال إلى سورية والإنخراط في القتال، من دون أن يعنِيَهٌ موقفٌ اللبنانيين دولة ومؤسسات. وهذا لا يمكن إدراجه في سياق الإنتقاص من الدولة، بل هو من الخطوات التي تندرج ضمن الوظائف الإلهية، والتي لا تحتاج إلى إذنٍ من اللبنانيين. وبالتالي لا يجوزُ شرعاً ولا قانوناً مساءلةَ حزب الله على ما اِرْتَأَتْهُ الإرادةُ الالهية عبر مُمَثّلها الحصري على الكرةِ الأرضية. أوَ ليسَ ولي الفقيه عملياً ممثل الله على الأرض؟
 
لا لزوم للحديث عن ديمقراطية تجويع الأطفال في مضايا أو التطهير العرقي في القصير أو التدخل في اليمن أو تحضير خلايا إرهابية في الكويت والبحرين....
 
هو حزبٌ ديمقراطِيٌّ، شعاره السلاح، لكن الديمقرااااطي.
 

jordantodayonline

GMT 06:24 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اربع سنوات من "عهد حزب الله" في لبنان

GMT 05:36 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الخيار الذي حصرت ايران فيه نفسها

GMT 10:12 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ميشال عون والتصالح مع الواقع

GMT 06:17 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة لبنان... كأن شيئاً لم يكن!

GMT 06:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

لا حكومة في لبنان... كسب للوقت فقط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن ديمقراطية حزب الله من إقليم التفاح إلى مضايا عن ديمقراطية حزب الله من إقليم التفاح إلى مضايا



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 20:25 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الإنتاج يوافق على رحيل "أونش" إلى الفيصلي الأردني

GMT 11:40 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

امرأة ثلاثينية تروي مأساتها مع زجها القاسي الخائن

GMT 02:08 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رنا خليل تطلق مبادرة "30 يوم سحور" في رمضان

GMT 09:47 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عائلة بريطانية تكتشف أكثر عنكبوت سام في العالم

GMT 22:02 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عرض الجزء الثاني من "كابتن أنوش" كل جمعة على MBC مصر

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ايسايف يكشف أهمية المشروع النووي الروسي المصري

GMT 07:30 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

علاء مبارك يدين اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab