سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية
آخر تحديث GMT10:35:18
 الالأردن اليوم -

صنع منها آلات موسيقية ومصابيح

سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية

 الالأردن اليوم -

 الالأردن اليوم - سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية

أبوعلي يعزف على آلة صنعها من بقايا الصواريخ

دمشق ـ العرب اليوم   تمكن الفنان السوري، أبو علي بيطار، أن يترجم حال الأمل التي يعيشها على أرض الواقع، بتحويل بقايا القذائف والصواريخ إلى قطع فنية، محولاً طلقات "الشيلكا" الفارغة إلى عكازٍ لرجلٍ مسنّ، بروح إبداعية مدهشة، تؤكد أن آلات القتل والدمار لم ولن تنجح في الانتصار على روحه الصامدة لأنها تسعى أولًا وأخيرًا إلى الحياة. ما دفع الناشطة السورية، عزة الحموي إلى تسليط الضوء عليه، ضمن فيلم قصير حمل عنوان "فن البقاء".
سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنيةرافقت كاميرا الفيلم أبوعلي وهو يتجول داخل غرفة خاصة به تشبه بأدواتها وأغراضها مصنعًا صغيرًا يعرض فيه كل صناعاته. وبكل جرأة تحدث إلى الكاميرا متحديًا كل أدوات القتل، حيث شرح لنا كيف استخدمها في إنتاج أشكالِ فنية رائعة، اكتسبت جماليتها من بساطة الصناعة وإبداع الفكرة.
وتقول مخرجة العمل عزة حموي: "احتراف - فن - أدوات.. الرجل الدوماني كانت أداته فوارغ الصواريخ الروسية صنع منها آلات موسيقية.. هذا ما يسمى بـ فن التجهيز، إنه فن البقاء هناك موسيقى لنبقى.. أبوعلي البيطار من مدينة دوما".
قد تبدو الموسيقى عصيّة على أن يتم استحضارها بروحانيتها وطقسها الخاص، من خلال بقايا صواريخ وقذائف دبابات. إلا أن أبوعلي استطاع أن يجعل تلك الأخيرة مصدرًا مميزًا لدى صنعه لآلة "الدرامز" الموسيقية. ولم يكن يلزم لهذه الصناعة اليدوية إلا بضعة أجزاء من صاروخٍ وقع هنا أو هناك وراح ضحيته عشرات الأرواح ربما.
وبطريقةٍ فنية أيضًا، تجمع ما بين الشكل والوظيفة الخدماتية، صمّم أبوعلي بيطار حمامًا "إفرنجيًا"، قام بعرضه على الكاميرا وهو يسخر من فعل القتل الذي لم يستطع أن يميت ضحكات وأرواح السوريين على الرغم من وجود آلاف الشهداء والمنكوبين.
كذلك صمم أبوعلي مصابيح بأشكال وأنواع مختلفة، لتنير قليلًا من ظلمة ليل سورية، حتى لو كانت المواد المستخدمة فيها هي السبب الرئيسي في هذه الظلمة. ولعلّ المشهد الختامي في الفيلم، حيث الرجل الدوماني يركب "الموتور" المصنوع من بقايا القذائف، يؤكّد على أنّ السوريين سيمضون في حياتهم رغم كل الموت المحيط بهم، ويؤكّد أنهم سيستغلون كل ما يقتلون به لصنع مواد وأغراض تضمن لهم البقاء على قيد الحياة وبكثيرٍ من الإبداع والمسؤولية.
في مثل هذه الحالة، فإن تناقضًا كبيرًا يحتل المساحة الشاسعة التي تفصل ما بين الفن والقتل، لكن الإنسان السوري اليوم يفرض وجوده بقوة ويجعل من هذا التناقض مصدرًا للدهشة، إذ يقرر أن يستخدم ما وصله بغرض القضاء عليه، كوسيلة نحو مزيد من الحياة والبقاء، إنه بهذه الطريقة ينتصر على الآخر المجرم أولًا وعلى الخوف واليأس اللذين من الطبيعي أن يزوراه في خضم الأحداث، ثانيًا.
سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنيةربما يطرح البعض سؤالاً عن ما يقدمه فيلم "فن البقاء" أو غيره من الأفلام المشابهة في ظل الواقع المعيش المزدحم بالدم وأصوات القذائف والمتفجرات؟ وبالطبع فإن الجواب يؤكد أنه لا يمكن حصر النتائج في إطار محدد وواضح، لكننا حتمًا لمسنا الأمل في عيون وقلوب كل من شاهد الفيلم، خاصةً وأنه يبعث على التحدي ويوصل رسالة مفادها: نحن هنا وسنبقى هنا.
من جهةِ أخرى لا بد من وجود خط فني يحاول أن يتماشى مع كل العنف الحاصل، ما يفتح المجال أمام الإنسانية للعودة من جديد إلى الساحة السورية. وفي الوقت ذاته، لا يمكن للفن أن يتنحى ويظل خارج الموقف، حيث هو مرآة عاكسة لكل ما يجري، سواء نقل الأحداث بطريقة حيايدية موضوعوية، أو نقلها ضمن وجهة نظر معينة.
 

jordantodayonline

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية



GMT 05:12 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوق القيصرية" قصة واحد من أقدم الأسواق التاريخية في السعودية

GMT 04:00 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أماني فؤاد تؤكّد أنّ المثقف الحر أصبح عملة نادرة عربيًا

GMT 05:33 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مساعٍ مصرية لاستعادة رأس نفرتيتي من ألمانيا

ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 20:25 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الإنتاج يوافق على رحيل "أونش" إلى الفيصلي الأردني

GMT 11:40 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

امرأة ثلاثينية تروي مأساتها مع زجها القاسي الخائن

GMT 02:08 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رنا خليل تطلق مبادرة "30 يوم سحور" في رمضان

GMT 09:47 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عائلة بريطانية تكتشف أكثر عنكبوت سام في العالم

GMT 22:02 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عرض الجزء الثاني من "كابتن أنوش" كل جمعة على MBC مصر

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ايسايف يكشف أهمية المشروع النووي الروسي المصري

GMT 07:30 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

علاء مبارك يدين اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab