لـــــئـــلا تــكــون ســـنـــةُ 2014 حــالـــةَ طــوارئ

لـــــئـــلا تــكــون ســـنـــةُ 2014 حــالـــةَ طــوارئ

لـــــئـــلا تــكــون ســـنـــةُ 2014 حــالـــةَ طــوارئ

 الالأردن اليوم -

لـــــئـــلا تــكــون ســـنـــةُ 2014 حــالـــةَ طــوارئ

سجعان القزي

تبدو المجتمعاتُ العربية، شعوباً وحكاماً، عاجزةً عن استيعاب التحولاتِ الجديدة. تــتعامل معها بسلبية الجاهل كما تعاملت مع كلّ التحولات السابقة. تَــغضَب وتَــحـرَد وكأن الغضبَ يُــغني عن الحِكمة والحرَدَ عن الواقعية. ترفع "اللاءاتِ" الشهيرةَ من دون أن تَــملِك القدرةَ على تحــمّل نتائجها. تَـخالُ أن السنين تــمرّ من دون أن يتحرك التاريخ، وتعتقدُ أن التطوراتِ يجب أن تكون لصالحِها حُـــكماً حتى ولو لم تَعمل هي لصالح نفسها. كان يُـمكن أن نفهم هذا العتبَ العربي على التاريخ لو أن تطوراتِه السابقةَ، القديمة والحديثة، صــبَّــت عموماً في صالح العرب، وغــيّـرت عادتَها اليومَ فقط. لكن غالباً ما جرت التطوراتُ الكبرى عكْس أماني المجتمعات العربية، وإلا لما ثارت على واقعِها السيّء المكَـــوَّن من تراكم الأخطاء. رفضَت اتفاقيةَ سايكس بيكو وتناضل اليومَ لإنقاذها. رفضَت تقسيمَ فلسطين وتستميت اليومَ من أجل حفنةٍ من تراب فلسطين. رفضَت حلف بغداد بقيادة واشنطن في الخمسينات وتعادي اليوم أميركا لأنها لم تضرب هذا النظامَ العربي أو ذاك. رفضت معاهدةَ كمب دايفيد وتبحث اليوم عن نافذةٍ للالتحاق بها. رفضَت اتفاقيةَ 17 أيار في لبنان وقَــبِـلت اليومَ القرارَ 1701 صاغرةً بعد سلسلة اعتداءاتٍ إسرائيلية وإثر حربِ 2006 المدمِّــرة. رفضَت طروحاتِ الإصلاحِ التدريجي وسارت في ثوراتٍ جانحةٍ أعادت دولاً إلى العصرِ الحجريّ وأخرى إلى العهودِ السابقة بأسماء جديدة. منذ ستين سنةٍ حصلت مجموعةُ أحداثٍ كبرى في الشرق الأوسط. تعاطى العربُ معها من منطلقٍ ديني لا سياسيٍّ، ومن منظورٍ عقائديٍّ لا استراتيجي، ومن زاويةٍ أحاديّةٍ لا جَماعيةٍ، ومن منطقٍ مرحليٍّ لا مصيري، ففاتَــــتْــهم الصورةُ المتكاملة حتى طَـــفَت كلُّ الأخطار دُفعةً واحدةً فسقطت البنيةُ العربية بأنظمتها وبمجتمعاتها أيضاً. شَــوِّه العربُ إسلامَ الرسالة فسَقط إسلامُ الخلافة وإسلامُ الفتوحات، ويكاد الإسلامُ الراشديّ يَــهْشلُ من العالم العربي سُخطاً وقَــــرَفاً. لا الشعوبُ العربية استوعبت ثوراتِها، ولا الأنظمةُ القائمةُ استوعبت شعوبَـــها، ولا الأنظمةُ الانتقالية استوعبت الشعوبَ والثورات. تفاجأَت الشعوبُ بشجاعـتِـــها، وتفاجأت الأنظمةُ القائمة بالأحداث، وتفاجأت الأنظمةُ الانتقالية بالسلطة؛ فـــفــوَّت الجميعُ فرصةَ التغيير وركوبَ الحداثة، ووقَع كــلُّـــهم مجدَّداً في براثن الأمم الأجنبية. غــيَّرت الأحداثُ المتتاليةُ واقعَ شعوبِ الشرق الأوسط من دون أن تُــغــيّــرَ مآسيها. غــيَّرت الأنظمةَ لكنها لم تُــــغــيِّر الذهنية. كان العسكرُ يأتون من الـــثُـــكْــنات فأتـــوْنا اليوم من الساحات. كانوا يَصِلون ضدَّ إرادةِ الشعبِ فوصلوا اليومَ تلبيةً لنداءِ الشعب. لا الأنظمةُ القديمةُ نظرت إلى المستقبل ولا الجديدةُ اعتبرت من الماضي، فبات الحاضرُ دوامةَ عنفٍ وتدمير وإرهاب. عاش تداولُ المآسي والديكتاتوريات. في كل الحالات لم يَسلم لبنان. لا نجا من استبدادِ الأنظمة ولا من جنوح الثورات، لا من صراعِ الدول ولا من إرهابِ الدويلات. وكما عَــدّلت الأحداثُ في كِيانات الشرق وأنظمتِه وإسلامِه، انعكست أيضاً على لبنان وفيه. أثّـــرت على هويّــتِه ودوره ونظامه وصيغته وطبيعةِ حياةِ مكـــوّناته. أبرزُ تلك الأحداث الكبرى هي: •    نشوءُ دولةِ إسرائيل، •    حربُ لبنان، •    الثورةُ الخمينية في إيران، •    الحربُ الأفغانية، •    بروزُ الحالات الأصولية السنية، •    سقوطُ الاتحاد السوفياتي، •    الحروبُ الأميركية في المنطقة، •    والثوراتُ الإسلامية في الدول العربية. من هذه الأحداث الأم، المترابطةِ، تفــرَّعت كلُّ التطوراتِ السلمية والعسكرية والديمغرافية في لبنانَ والعالمين العربيِّ والفارسي وفي آسيا الصغرى والوسطى وأوروبا الشرقية. 1.    نشوءُ إسرائيل شرّد الشعبَ الفلسطيني، خَــلق القضيةَ الفلسطينية، أسهَم بتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، غــيّــر الأنظمةَ العربية، شجّع حصولَ الانقلابات العسكرية، بـــرّرَ استتبابَ الديكتاتوريات العربية، أوقعَ خمسَ حروبٍ عربية إسرائيلية، سبَّب بحربِ لبنان، عكّر العلاقةَ بين العرب والغرب، وأفضى إلى بروز حالاتٍ إرهابية. 2.    حربُ لبنان أفشلت مشروعَ إقامةِ دولةٍ فلسطينية بديلة، ضَربت صيغةَ التعايش اللبناني، أضعفت الدورَ المسيحي، أسقطت الدولة المركزية، أسّست لفدراليةٍ مقبلَة، أطلقت الحلَّ السلمي بين العرب وإسرائيل، عزّزت الدور السوري في المنطقة، خَرقت مفهومَ الحدود الدولية. 3.    الثورةُ الإيرانية أحـيَت الصراعَ الفارسيَّ العربي بوجهِه القومي والصراعَ السنيّ الشيعي بوجهِه المذهبي، أطلقت مشروعَ "الإسلامية العالمية"، ســوَّغَت حرباً عراقية إيرانية أعقبها اجتياحٌ عراقي للكويت واجتياحٌ غربي للكويت والعراق، خلَقت المقاومةَ الإسلاميةَ في جنوب لبنان وأنشأت إقليمَ حزب الله، غَــيّرت موازينَ القوى في الشرق الأوسط، أقامت توازنَ رعبٍ مع إسرائيل. 4.    الحربُ الأفغانيةُ أطلقت الإسلامَ الأصولي ضدّ الشيوعيةِ الدولية، أضعفت هيبةَ الاتحاد السوفياتي الدولية، أفرزَت نظاماً إسلامياً إرهابياً في أفغانستان مع انسحاب الاتحاد السوفياتي منهزِماً، ربطت بين الإسلامـَـين الأسيويِّ والعربي، صدّرت "القاعدةَ" بتسمياتِــها المختلِفة إلى العالم العربي والعالم، هزّت الاستقرارَ في باكستان. 5.    بروزُ الحالاتِ الأصولية السُـــنــيّــة عزّز مفهومَ صراعِ الحضارات، شَــوّه صورةَ الإسلام في العالم، قوّى اليمينَ المتطرّف في أوروبا، ضربَ المرجعياتِ الإسلاميةَ الرسمية، أضعفَ الإسلامَ الحضاريّ والمعتدِل، أحهض الثوراتِ العربية، أطاح بمشروع الانتقال إلى الديمقراطية والعَلمانية، فرضَ العنفَ آليةَ عملٍ سياسي، أنعش مخاوفَ الأقلياتِ الدينيةَ والإثنية، بــرّر إعادةَ النظر بالكيانات والحدود. 6.    سقوط الاتحاد السوفياتي أنهى عصرَ الإيديولوجيات، بَـــرّد الحربَ الباردة، أطلق مرحلياً الأحاديةَ الأميركية، كشف عجزَ الديكتاتورية الشمولية على الحياة مهما بلغ جبروتُــها العسكري من دون حرية المجتمع والانسان، أحيا روسيا القيصرية بكنيستها، خلق آسيا جديدةً وأوروبا أكبر، أطلق عصرَ حقوقِ الانسان والحريات، وأسس لتنافسٍ دولي تكاملي. 7.    الحروبُ الأميركية في المنطقة أسقطت ديكتاتوريةً واحدة (العراق) وأقامت عشرات الديكتاتوريات الإرهابية، أعادت النظرَ بخرائطِ "سايكس ــ بيكو"، خَــلقت مناطقَ نفوذٍ شيعية وسنية وأقلّويّــة، شـجّــعت الشعوبَ العربية على الانتفاضِ ضدّ أنظمتها، حــيّــدت إسرائيل، سهَّــلت التفاهمَ بين الغرب وإيران، وأقلقت دولَ مجلس التعاون الخليجي. 8.    الثوراتُ العربية كشفت: مخزوناً ثورياً عظيماً لدى الشعوب العربية، بقاءَ العصَب الديني المادةَ النضالية الأولى التي تحرّك الشعوبَ العربية، سيطرةَ الإسلام على الثورات وسيطرةَ التطرف الإسلامي على الإسلام المعتدل، فشلَ الأنظمة الانتقالية، العودةَ إلى خِيار العسكر كونُه البديلَ المتوافرَ حالياً من الديكتاتوريات الدينية. حين نرى هذا السيلَ الكــــمّي والنوعي من الأحداث ومدى التحولات الدراماتيكية التي أعقبتها على صعيد لبنان والشرق الأوسط، يَــتوجّب علينا اتباعُ سلوكٍ جديدٍ حيال الأحداث التاريخية الجارية أمامنا في العالمين العربي والإسلامي. الشرق الأوسط يتحرك بسرعةٍ مخيفةٍ ويـتعرّض لزلازل َكيانية. أحداثُ لبنان تُشبه مؤتمراتِ تأسيس لبنان الكبير، وأحداثُ المنطقة تُشبه سايكس بيكو من دون ضمان ذات النتائج السابقة. وما يُــمــيِّــز التغييرات الاستراتيجية الجارية ثلاث خصائص: هي ضخمة بحيث تدهس الصغار، هي جديدة بحيث لا تزال هشة، وهي غامضة بحيث تؤدي إلى مواجهات. تجاه هذه الاستحقاقات المصيرية، هل فكّــر أحدّ منا بما سيكون عليه لبنانُ والعالمُ العربي بعد عشر سنوات؟ هل جَمع ملكٌ أو رئيس أو زعيم لبناني أو عربي مفكرين واستراتيجيين لدراسةِ الوضعِ واستشرافِ المستقبل، أم اتكلوا كلهم على تقاريرِ الشرطة والمخبِرين والحواشي والمبخِّرين؟ التاريخُ هو منارة المستقبل. وأي حاكمٍ أو شعبٍ يقارِب الحدثَ الحاضر من دون العودة إلى هذه الأحداث ــ المرجعيات يقع في الاعتباطيةِ ويُخطِئ في تقرير مصيره. صحيح أن بعضاً من شعوبِ المنطقة ناضل في سبيل وجوده، لكن الكياناتِ القائمةَ خرجت من تسوياتِ الحرب العالمية الأولى، وأنظمتَــها قسمٌ منها خرجَ من تسوياتِ الحرب العالمية الثانية والقسمُ الآخَر من صراعِ الحرب الباردة. وها هو الشرقُ الجديد، ولبنانُ جُزء منه، يستعدّ لأن يلــبَسَ ثوباً جديداً تَــعكُف الدولُ الفاعلةُ دولياً وإقليمياً على حَـــوكِـــه في المؤتمرات المتنقّـــلةِ والمتعــثّرة. فحين تكون الشعوبُ منقسمةً تَــرهُن تقريرَ مصيرها لتسوياتٍ خارجية لا تأخذ بالضرورة مصالحَها. إن سنةَ 2014 هي سنةُ الخِيارات والقرارات بصددِ أكثر من قضيةٍ وثورة ونظامٍ وكِيان في المنطقة، وهي بالتالي سنةٌ محفوفةٌ بأخطار شتى لأن عدداً من هذه الخِيارات والقرارات يحتاج تحميضاً أمنياً من خلال الساحة اللبنانية أيضاً. وما اغتيالُ الانسانِ الممــيّز محمد شطح سوى بدايةِ مرحلةٍ جديدة. لم يكن محمد شطح وجهاً لبنانياً بل وجهَ لبنان. لذلك يُفترض باللبنانيين أن يَستـَبِـقوا المحنةَ بالحفاظ على الجمهوريةِ وانتخابِ رئيسٍ قادرٍ على مواكبةِ التطورات ومواجهةِ التحديات واستيعابِ الاحداث وتخطي الانقسامات واستنهاضِ الوِحدة الوطنية. لكن استناداً إلى الوقائع، ضئيلةٌ هي فرصُ حصولِ الانتخابات الرئاسية، ونادرةٌ هي الشخصياتُ التي تَجمَع هذه المواصفات، وكبيرةٌ هي الأخطار. في مثل هذه الحالات لا بــدّ من حالةِ طوارئ، وبلاغُـها الأولُ إعلانُ هبةٍ سعوديةٍ بثلاثةِ ملياراتِ دولارٍ أميركي لشراءِ سلاحٍ فرنسيٍّ للجيشِ اللبناني. **********

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

GMT 00:38 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز اليوم في الانتخابات الأميركية الفيل أم الحمار..؟

GMT 18:23 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات وأقوال أغلبها عن النساء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لـــــئـــلا تــكــون ســـنـــةُ 2014 حــالـــةَ طــوارئ لـــــئـــلا تــكــون ســـنـــةُ 2014 حــالـــةَ طــوارئ



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 02:33 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

شيماء حسين تكشف عن مجموعة جديدة من أزياء الأطفال

GMT 03:34 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"الحرس الملكي" السعودي يشارك في اليوم العالمي للسكري

GMT 08:06 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"سمارت ديجيتال سينما" تستعد لتطوير قاعات العرض في مصر

GMT 02:23 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فاتن أحمد صمّمت "شموع المناسبات" لتكون ذكرى جميلة

GMT 18:18 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

استئناف حركة الملاحة بمطار معيتيقة الدولي في طرابلس

GMT 00:46 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب

GMT 08:50 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

بدران ينصح بوقاية أطفال العالم النامي من الإعاقة البصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab