حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

 الالأردن اليوم -

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة

حسن نافعة

ها هى مصر تستعد لاستقبال حكومة جديدة للقيام بمهمة ربما تكون الأخطر والأكثر تعقيدا فى تاريخها الحديث. الحكومة الجديدة يرأسها رسميا الدكتور حازم الببلاوى، الاقتصادى المصرى المرموق، وتوصف بأنها حكومة «تكنوقراط». غير أن الواقع العملى يقول إن الدكتور محمد البرادعى كان هو اللاعب الأساسى فى مختلف مراحل تشكيلها، ومن ثم يمكن أن نطلق عليها دون تجاوز «حكومة البرادعى»، وأنها تأتى فى أعقاب أحداث سياسية جسام أطاحت بنظام حاكم وتسعى لتشكيل نظام حكم بديل، ومن ثم فهى فى جوهرها حكومة «سياسية» تبدو أقرب ما تكون إلى «حكومة ائتلافية» يقودها تيار سياسى بعينه تمثله «جبهة الإنقاذ» بشكل أو بآخر. يدرك الجميع أن مصر مقبلة على مرحلة انتقالية فى غاية الحساسية. ولكى نجتازها بنجاح علينا أن نتجنب خداع النفس وأن نسمى الأشياء بأسمائها. ففور قيام الفريق السيسى بعزل الدكتور مرسى، نزولا على إرادة الشعب، وإقدامه على تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا الدولة حددت لها خارطة طريق جديدة، تم ترشيح الدكتور البرادعى لرئاسة الحكومة، غير أن اعتراض حزب النور، لأسباب غير مفهومة تماما، ثم اعتراضه على ترشيح الدكتور زياد بهاء الدين، لأسباب غير مفهومة أيضا، دفع بالأمور فى اتجاه البحث عن حلول التفافية. لذا استقر الأمر فى النهاية على تعيين الدكتور البرادعى نائبا لرئيس الجمهورية، وتكليف الدكتور حازم الببلاوى برئاسة الحكومة، واكتفى الدكتور زياد بهاء الدين بمنصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. وكان من اللافت للنظر اشتراك الشخصيات الثلاث معا فى جميع المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وهو أمر غريب لا سابقة له فى تشكيل الحكومات. أظن أنه كان من الأفضل والأكرم لكل الأطراف الثبات على تكليف الدكتور البرادعى بتشكيل الوزارة وتحميله المسؤولية كاملة عن إدارة هذه المرحلة، ليس فقط لأن البعض يعتبره الأحق والأجدر بهذه المهمة، ولكن لأن الرجل لم يختبر قط وكان دائما موجودا وغير موجود فى قلب المشهد السياسى فى الوقت نفسه. فقد سبق للنخبة أن أجمعت على تكليفه بتشكيل ورئاسة «الجمعية الوطنية للتغيير». وقبل الرجل لكنه أمضى معظم وقته فى الخارج وتحمل آخرون وزر تقاعسه عن القيام بالمهام التى تعين عليه القيام بها. وطالبه الشباب بتشكيل ورئاسة «حزب الدستور»، وقبل الرجل بالقيام بالمهمة، لكنه لم يمنحها الاهتمام الكافى، فترك الحزب نهبا لصراعات داخلية كادت تؤدى إلى انهياره. وذهب إليه رؤساء أحزاب يعرضون عليه الاندماج فى حزب ليبرالى كبير يستطيع أن يوازن ثقل تيارات «الإسلام السياسى»، شريطة أن يتفرغ تماما لرئاسة هذا الحزب، وأن يمنحه الوقت الكافى، لكنه ظل يتردد إلى أن ضاعت الفرصة. وضع الدكتور البرادعى داخل منظومة السلطة فى المرحلة الراهنة يبدو لى غريبا جدا، لكنه يريحه تماما ويتناسب مع شخصيته. فهو من الناحية الرسمية نائب لرئيس الجمهورية المؤقت، ومن ثم يفترض ألا تكون له أى اختصاصات تنفيذية، لكنه اشترط للقبول بالمنصب أن يدير بنفسه ملفات بعينها. ووجوده الدائم فى قلب المشاورات التى سبقت تشكيل الحكومة ليس له فى الواقع سوى معنى واحد، وهو أن الدكتور البرادعى هو صاحب الكلمة النهائية فى تشكيل الحكومة وهو الرئيس الفعلى للسلطة التنفيذية فى المرحلة الانتقالية الحالية. أى أنه يملك سلطات فعلية كبيرة لكن دون أن تقابلها مسؤولية محددة يمكن محاسبته على أساسها، وهنا مكمن الخطر. حين سئلت منذ أيام عن رأيى فى ترشيح البرادعى رئيسا للوزراء أجبت على الفور بأنه رجل المرحلة، وأن على مصر أن تجربه وتختبر قدراته. لكن الرجل فضل أن يكون فى وضع يسمح له بأن يوجه دون أن يدير، وأن يقرر دون أن يحاسب. ومع ذلك فليس أمام جميع القوى الوطنية سوى تدعيم هذه الحكومة وأيا كان تشكيلها، بكل ما تملك من قوة فتلك هى الفرصة الأخيرة لتأسيس نظام ديمقراطى مؤهل لقيادة دولة حديثة. لذا نتمنى للحكومة القادمة «حكومة البرادعى» كل النجاح فى مهمتها الصعبة!

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

GMT 00:38 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز اليوم في الانتخابات الأميركية الفيل أم الحمار..؟

GMT 18:23 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات وأقوال أغلبها عن النساء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة حكومة «البرادعي» والمهمة الصعبة



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 12:14 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرزاق حمدالله أفضل لاعب في الجولة 13 للدوري

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق "وانا وان" الكوري يصدر أغنية جديدة بعنوان "نسيم الربيع"

GMT 12:35 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

حسام البدري يؤكد أن الأهلي لم يحسم الدوري العام

GMT 23:34 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

BMW i8 رودستر 2019 الجديدة تنطلق بقوة 143 حصان

GMT 02:45 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

سعر الريال السعودي مقابل ريال قطري الثلاثاء

GMT 06:00 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

بحث يؤكد أن البدناء يشعرون بسعادة أكثر من النحفاء

GMT 22:03 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

الأميرة عالية بنت الحسين ترعى اختتام "فروسية الأردن"

GMT 12:53 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

استدعاء جميع نسخ "بوغاتي شيرون" بسبب عيب في الصناعة

GMT 17:08 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض الدعم الرياضي إلى النصف بسبب الظروف الاقتصادية

GMT 03:31 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"تمارين الـ7 دقائق" أهم خطوات الحمية في الشتاء

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

باسكال مشعلاني تطلق “ما بتفرق معي” بمشاهد أنثوية راقية

GMT 23:49 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

نجوم في سنة أولى بطولة مطلقة ضمن دراما رمضان 2018
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab