الحلف الإسلامي السنّي

الحلف الإسلامي... السنّي

الحلف الإسلامي... السنّي

 الالأردن اليوم -

الحلف الإسلامي السنّي

علي الأمين

التحالف الاسلامي العسكري الذي شكلته السعودية للتصدي للمنظمات الارهابية، يأتي استجابة لتحديات تواجه العالم الاسلامي على مستوى انتشار "الارهاب الاسلامي" ليس في الدول الاسلامية فحسب، بل يتمدد نحو معظم الدول، وحيث يتواجد مسلمون.

وعلى رغم ان الاعلان عن هذا الحلف بدا مفاجئا لكثير من المراقبين، وطرح تساؤلات حول اهدافه وغاياته، ومدى فاعليته في مواجهة النزعات الارهابية في المجتمعات العربية والاسلامية، التي ترتوي بماء الارهاب من انهار الاستبداد والازمات الاجتماعية والاقتصادية، ومن الخطاب الديني العاجز عن فهم التحديات، وبالتالي سبل مواجهتها وطنيا وإسلاميا.

وكان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان أعلن ان التحالف الإسلامي العسكري الجديد الذي شكلته المملكة ويضم 34 دولة سيتصدى لأي منظمة إرهابية وسينسق مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية.

وهو ايضا اعلن ان هذا الحلف سينسق مع المنظمات الدولية والدول الكبرى، على انه استثنى ايران والعراق وسورية من الحلف، ربما كشف ذلك ان هذا التشكيل ليس منفصلا تماما عن المواجهات الجارية في اكثر من دولة بين ايران والسعودية، هو باختصار حلف يضم الدول ذات الغالبية الاسلامية السنيّة او التي تنتمي انظمتها الى هذا الاسلام السني، وربما قد يبرر هذا النزوع نحو تشكيل سني دولتي، ذلك ان مشكلة الارهاب وأزمته كامنتان اليوم في المجتمعات ذات الغالبية السنية، اكثر مما هي قائمة في البيئات الشيعية، وان كانت السياسات الايرنية بامتدادها العراقي والسوري وصولا الى لبنان، مشاركة بطريقة او بأخرى في نمو هذا الارهاب وتمدده.

فمركز قوة الارهاب وتعبيراته الصارخة قائمة اليوم في العراق وسورية، ومنهما يتمدد الارهاب، مستفيدا من الصراع الذي يتخذ بعدا مذهبيا او طائفيا على امتداد الهلال الممانع او الشيعي. ويبدو ان هذا الحلف الذي اتخذ مركز قيادته في الرياض، يستجيب لما اشار اليه اكثر من مسؤول غربي ولا سيما الرئيس الاميركي باراك اوباما، في ان قتال تنظيم داعش في سورية وفي العراق، يجب ان تشارك فيه دول اسلامية وعربية سنية، لا سيما ان احد مصادر قوة تنظيم داعش يكمن في ان رأس حرب مواجهته سياسيا وعسكريا هي قوى شيعية كالحشد الشعبي في العراق، او علوية وشيعية في سورية. وهذا الواقع مصدر قوة لداعش لكسب المؤيدين وايجاد البيئة الحاضنة، وسبيل لانتشار افكاره المتطرفة على امتداد الدول الاسلامية.

ولا يخفى ان الاستهداف الدولي العسكري لداعش لاسيما من قبل الولايات المتحدة الاميركية عبر التحالف الدولي في العراق وسورية، والروسي في سورية ايضاً، هو عنصر مؤجج لهذه الحركات الارهابية، اذ تكتمل لديها صفة المظلومية لدى العديد من البيئات الاسلامية. اذ يكفي تنظيم داعش ان يقول انه يريد اقامة نظام الخلافة، وأن الكفار من الغربيين ومن الشيعة وغيرهم يرفضون اقامة حكم الله ويقاتلون من يرفع راية الدين، لتتدفق حشود المؤيدين من الراغبين الى بلوغ الجنة في معركة يعتبرون فيها انها معركة بين الكفار والمسلمين.

من هنا يمكن ان يشكل بناء جبهة عربية اسلامية حاضنة للبيئات السنية في العراق وسورية، شكلا ملائما لانطلاق حرب بريّة جدية لانهاء هذا التنظيم. وهذا لا يعني انهاء تاما اذا لم يترافق ذلك مع خطوات سياسية تلغي الفكرة الراسخة اليوم في عقول الكثيرين من العرب والمسلمين، ان السنة في سورية والعراق مضطهدون بسبب كونهم من اهل السنة. وهذا ربما فيه من الواقع والحقائق، اي نجاح في عملية اقصاء داعش واضعافه لا يمكن ان يتم من دون تغيير جذري في نظام الحكم في سورية، ومشاركة فاعلة للسنة في السلطة العراقية. وهذا قد يؤدي الى بداية حل لكن من دونه لا يمكن انتاج حلول للارهاب ولتمدد داعش ونفوذه.

العالم السني اليوم يعنيه الجرح السوري اكثر من فلسطين نفسها كما بطبيعة الحال ايران نفسها التي انخرطت في المعركة السورية وشاركت كما غيرها من الدول في تدمير سورية ودائما بذريعة فلسطين او حماية المقدسات، فانها انفقت من الارواح والمال والدماء لاسيما دماء الشيعة اللبنانيين والعراقيين والافغان اضعاف اضعاف ما انفقته لمواجهة اسرائيل. والنتيجة الحاصلة اليوم تدمير سورية وتعزيز امن اسرائيل وتمدد الارهاب على وقع انقسام مذهبي حاد، وانهاك الاقتصاد الايراني والمنطقة العربية عموما. اي خيار في سورية غير نظام الاسد لم يكن ليكلف ايران قبل اربع سنوات ما تكلفته حتى الآن، الا اذا كان الاتفاق النووي جائزة ما في هذا المخاض الدموي.

الحلف العسكري الاسلامي يستجيب لمطلب دولي لمحاربة الارهاب، ولكن لا يتخلى عن خيار مواجهة ايران. مواجهة باتت اليوم لا تبشر الا بمزيد من الاستنزاف والخسائر وبالمزيد من رسوخ الخيارات المذهبية التي فجرت ولا تزال الكيانات الوطنية ودولها.

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

GMT 00:38 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز اليوم في الانتخابات الأميركية الفيل أم الحمار..؟

GMT 18:23 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات وأقوال أغلبها عن النساء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلف الإسلامي السنّي الحلف الإسلامي السنّي



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 05:19 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

استراليا وفرنسا تتفقان على بناء ملاذ بحري ضخم في أنتاركتيكا

GMT 02:32 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أطباء يكشفون عن بشرى سارة للمرضى المصابين بالبهاق

GMT 10:14 2015 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

لوبيز بفستان جريء جدًا في حفل "ميت غالا"

GMT 01:55 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صلاح عبد الله يكشف عن تفاصيل دوره في "البيت الأبيض"

GMT 09:41 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

مجموعة من النصائح لاختيار ألوان دهانات الحوائط

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ميشال بارنييه يوضح شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:35 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

"تميم" يبعث رسالة إلى أمير الكويت قبل انعقاد القمة الخليجية

GMT 01:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

800 مليون عامل يفقدون وظائفهم بسبب الروبوت بحلول 2030
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab