لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني

لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني

لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني

 الالأردن اليوم -

لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني

بقلم - مشعل السديري

ما أكثر ما تقاتل العرب بين بعضهم البعض، وأكثر الأسباب في منتهى التفاهة - فمعظم النار من مستصغر الشرر- ويمكن حل أغلبها بالتسامح وتحكيم العقل ولجم الحماقات، ولو أردنا أن ننبش تاريخ الحروب في العالم عموماً، لما وسعتها صفحات هذه الجريدة، لهذا سوف أقصرها على مثلين واقعيين؛ الأول موغل بالقدم منذ الجاهلية، والثاني حديث ما زال بعض فرسانه أحياء يرزقون.
واسم الحرب الأولى العظمى: داحس والغبراء، وهي التي حدثت بين فرعين من قبيلة غطفان.
وهما اسما فرسين، فقد كان داحس حصاناً يملكه قيس بن زهير، والغبراء فرساً يملكها حذيفة بن بدر، وتراهن الاثنان على من يسبق فرسه فرس الآخر.
وكانت المسافة تستغرق عدة أيام، فأوعز حذيفة لنفر من أتباعه يختبئون قائلاً لهم: إذا وجدتم داحس متقدماً على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء، فلما فعلوا تقدمت الغبراء، وحينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان.
دامت تلك الحرب أربعين سنة واشترك فيها العديد من القبائل العربية، بعضهم بصف داحس، وبعضهم في صف الغبراء، وقد صورها الشاعر أصدق تصوير عندما قال:
الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا استعرت وشب ضرامها عادت عجوزاً غير ذات خليل
شمطاء جزت رأسها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيل
أما الحرب الثانية المعاصرة فقد شهدتها منطقة إب في اليمن الشقيق بين عشيرتين تسببت في مقتل وإصابة العشرات من أفراد العشيرتين، وذلك على خلفية إقدام حمار يعود لإحدى العشيرتين على الاعتداء على حمارة مملوكة لأحد أفراد العشيرة الأخرى، وأدى إلى حملها.
وأقدم صاحب الحمارة المعتدى عليها، وهو من أفراد عشيرة تدعى بني عباس، بضرب الحمار حتى أدماه، ما دفع بأفراد من عشيرة مكابس، التي ينتمي لها صاحب الحمار، إلى التجمع والاعتداء على صاحب الحمارة.
وتطور الأمر وتحول إلى اشتباكات قتالية، استخدم فيها الرصاص والقنابل اليدوية، ومن حسن الحظ أن هناك مشايخ عقلاء تدخلوا وصالحوا بين المتقاتلين، ومن أجل هذا الصلح احتفلوا وأخذوا يرقصون رقصة البرع الجماعية، وهم يهزون ويلوحون بخناجرهم في الهواء.
وبعدها فرشوا المفارش الطويلة، التي امتلأت بخيرات الأرض من الخضراوات، وتسامروا إلى ساعات متأخرة من الليل، وانطبق عليهم ما قاله امرؤ القيس:
إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
والحمد لله وأنا أكتب هذه الكلمات الآن، لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني لا فاضت دمائي ولا مدامع عيوني



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 12:19 2018 السبت ,12 أيار / مايو

الإمام مالك وفرض «الموطأ» على المسلمين

GMT 23:07 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

قصات ذقن تناسب الرجل العصري لإطلالة مختلفة وجريئة

GMT 03:17 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق منصة "أبوظبي اكتشف الروعة" مدينة العيش والعمل

GMT 03:35 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يتحدث عن تقدم في صياغة اتفاق تجارة أولي مع الصين

GMT 04:46 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بريطانيا تعيد بلورة سياسات استثمارها في الشرق الأوسط

GMT 01:44 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

ظهور "الحبار العملاق" في مياه خليج المكسيك

GMT 09:34 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

أفضل المنتجعات الصحية التي يمكنك زيارتها في سنغافورة

GMT 11:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

جوجل هولندا نقلت نحو 23 مليار دولار إلى برمودا

GMT 22:45 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

«أبوظبي التقني» يدشن برنامج «نعم للعمل» في 5 مدن بالدولة

GMT 00:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

آسر ياسين يؤكّد سعادته بالاشتراك في فيلم "تراب الماس"

GMT 05:41 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

جينيفر لوبيز بإطلالات مُختلفة في غضون 48 ساعة فقط

GMT 00:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

ساندي تؤكّد سعادتها بالمشاركة في فيلم "عيش حياتك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab