عبد الناصر وإحسان والبنات

عبد الناصر وإحسان والبنات!!

عبد الناصر وإحسان والبنات!!

 الالأردن اليوم -

عبد الناصر وإحسان والبنات

بقلم - طارق الشناوي

الرئيس جمال عبدالناصر لا يزال له حضوره الطاغى، سوف أطل عليه من زاوية خاصة، تؤكد مدى رحابته في تقبل الأدب والفن حتى الذي يخالف رأيه وفكره وذوقه، لا أتناول هنا الهامش السياسى، فلم يكن عبدالناصر- بتركيبته الصارمة وأيضا طبقا لطبيعة المرحلة الزمنية التي عاشها- يسمح بأى مساحة مهما تضاءلت، واتركوا جانبا فيلم (شىء من الخوف) وكلمته لثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، (إحنا مش عصابة يا ثروت تحكم مصر عشان نمنع الفيلم)، موافقة عبدالناصر في تلك المرة كانت تحمل وجهين، الأول هو بعث رسالة أنا لست (عتريس)، والثانى تؤكد أنه كان يُمسك بيده كل التفاصيل، ولا يسمح لأحد غيره باتخاذ القرار، حتى في أبسط الأمور، الجميع، بمن فيهم نائب الرئيس أنور السادات، شاهد الفيلم قبل وصوله لعبدالناصر فقرر إحالته للرئيس!!.

عندما نُشرت قصة إحسان عبدالقدوس (البنات والصيف) عام 58 في حلقات على صفحات مجلة (صباح الخير)، أحدثت ضجة بسبب جرأتها غير المسبوقة، رصد الكاتب الصحفى سعيد الشحات، في زاويته الممتعة (ذات يوم)، التي ينشرها يوميا في (اليوم السابع) كل الملابسات، الرئيس كان غاضبا، وأبلغه محمد حسنين هيكل بالتفاصيل، هناك ثلاثة مواقف نرصدها، الأول استمرار النشر، والثانى أن إحسان لم يخش أن يكتب خطابا مفتوحا يشكو عبدالناصر لعبدالناصر، وثالثا، وهو الأهم، تقديم ثلاث قصص من تلك المجموعة بعد عامين، لتصبح فيلما شهيرا (البنات والصيف)، شارك في إخراج أجزائه صلاح أبوسيف وعز الدين ذو الفقار وفطين عبدالوهاب، والعديد من كبار النجوم رأيناهم على الشاشة عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى وسميرة أحمد ومريم فخر الدين وكمال الشناوى وحسين رياض وزيزى البدراوى وغيرهم.

الرئيس كان يملك لو أراد منع النشر أو في الحدود الدنيا عدم السماح بتصوير الفيلم، جرأة الشاشة أخطر على المجتمع من جرأة الكتابة.

وستجد أيضا لمحات أخرى مشابهة في نفس المرحلة الزمنية، مثل السماح باستكمال جريدة الأهرام نشر (أولاد حارتنا) برغم غضب قطاع من المجتمع تزعمه الأزهر، هل كان عبدالناصر يعبر عن قناعاته الشخصية، أم يقرأ المجتمع ووجد لديه تلك الرحابة فسمح بها؟.

عبدالناصر كتركيبة إنسانية يبدو لى في حياته متحفظا، فلن تجد مثلا زوجته السيدة تحية كاظم تشاركه في حضور مناسبات اجتماعية إلا فيما ندر، بما فيها حفلات أم كلثوم، وكثيرا ما كان يذهب للحفل كسميع فقط وليس كرئيس، إلا أنه لم يصطحب معه زوجته.

كما أن السيدة تحية في مذكراتها أشارت أكثر من مرة بدون ربما أن تقصد إلى الجانب المحافظ في شخصية عبدالناصر، كما أنه طلب من إحسان عندما كان يقدم حديثا إذاعيا ينهيه قائلا (تصبحوا على حب) بأن يجعلها (محبة)، ورغم ذلك فإن هذا الجانب يستحق دراسة متخصصة أكثر دقة وشمولا لسبر أغواره.

ما يتبقى هو أن عبدالناصر لم يصادر عملا فنيا حتى لو صدم قطاعا من الجمهور، بينهم الرئيس نفسه، الشارع المصرى كانت لديه رحابة في التعاطى مع كل الأفكار، يوافق ويختلف ولكنه لا يصادر!!

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الناصر وإحسان والبنات عبد الناصر وإحسان والبنات



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 02:25 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

علماء الآثار يكشفون سر مومياء طفلة مصرية في حوارة

GMT 20:57 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

هل العلاج النفسي مهم لصحة طفلك؟

GMT 06:48 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم "بريدجيت جونز" يلهم رواد الموضة في شتاء 2017

GMT 02:46 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تكشف تأثير التأمل على أنشطة الدماغ

GMT 18:06 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فول الصويا المحمص لخفض ضغط الدم ما بعد انقطاع الطمث
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab