فى حب محمود ياسين

فى حب محمود ياسين

فى حب محمود ياسين

 الالأردن اليوم -

فى حب محمود ياسين

بقلم - خالد منتصر

هذه الكلمات كتبتها أثناء مرضه الأخير وقبل رحيله: «برغم أن الفنان محمود ياسين لن يقرأ هذا المقال، فإنه يكفينى أننى أكتب عنه حتى إن لم تصافح عيناه كلماتى، فأنا راضٍ ومستمتع بأن يستدعى عقلى ويستعيد وجدانى فتى أحلام السبعينات ونموذج الرجولة والوسامة بالنسبة لجيلى، الذى تشبعت عيونه فى فترة المراهقة برؤية هذا الفنان الجميل الذى كانت أوتار حنجرته هى شاطئ راحتنا ونخلة ظلنا وقارب أحلامنا، أعلنت «الوطن»، أمس، أنه قد قرر الاعتزال لظروفه الصحية، اعتزاله قراره الشخصى الذى من حقه أن يأخذه، لكننا لن نعتزله، وهذا هو قرارنا الشخصى الذى ليس من حقنا ولا فى استطاعتنا اتخاذه، فمحمود ياسين قد صاغ الوجدان وصار حجراً فى بناء ذاكرتنا البصرية والفنية والروحية، ووشماً نافذاً فى شغاف القلب وتلافيف المخ لا يمكن محوه ولو بماء النار، تجربتى الشخصية مع هذا النجم هى تجربة جيل مع أيقونة، لم أكن مجرد مشاهد لأفلامه، فقد كانت نبرات صوته تنفذ إلى ما تحت الجلد، إلى مسام روحى، كان يتحدث وكأنه يعزف بمهارة على كمان من خشب الصنوبر، كنت منجذباً بمغناطيس ياسينى إلى تلك الشاشة السحرية، شاهدته أول ما شاهدته فى سينما اللبان بدمياط، حيث كنت أقضى إجازتى الصيفية، وشاهدت بالصدفة شقيقه، الذى كان قد ترك بورسعيد بعد هزيمة ٦٧ فى فترة الهجرة إلى دمياط ورأس البر، كان يشبهه إلى حد بعيد باستثناء الشعر المنفوش الذى كان موضة السبعينات، بالسيشوار والقَصة والسوالف، قلّدناه فى كل شىء من البنطلون الشارلستون الواسع وقمصانه المشجرة، إلى طريقة كلامه ولغته الجسدية التى يستعين فيها كثيراً بأصابعه الرشيقة، ما زلت أتذكر دوره الذى لم يستغرق دقيقة على الشاشة فى «شىء من الخوف»، وهو يحمل نعش ابن يحيى شاهين، الذى قتله عتريس، ثم بدايته مع الفنانة الجميلة شادية فى «نحن لا نزرع الشوك»، ثم فاتن حمامة فى «الخيط الرفيع».. إلخ، هاجمه نقاد كثيرون على أنه يسكن الاستوديوهات طوال العام، ويمثل خمسة أو سبعة أفلام فى السنة، وأغلب الأحيان يمثل فيلمين فى الوقت نفسه، لكن ياسين كان ظاهرة، كل النجمات يعِشن حلم التمثيل أمامه لضمان النجاح، المنتجون يتهافتون عليه، دور السينما تضع أفيشاته لمغازلة الجمهور، للأسف الأجيال المعاصرة لم تتعرف على محمود ياسين مسرحياً، ولمن يريد أن يعرف ملك الإلقاء المسرحى، فليشاهد «ليلى والمجنون» لصلاح عبدالصبور، مونولوجات تلك المسرحية بإلقاء محمود ياسين يجب أن تدرّس، متعة استماع ومشاهدة تحلّق بك فوق السحاب، كتابة تاريخ محمود ياسين تحتاج إلى مجلدات، وليس إلى زاوية صحفية، لكن الإشارة أحياناً تكون أفضل من الاحتواء، أردت أن أحتضن محمود ياسين بكلماتى، فقد اقتربت منه إنسانياً أثناء إعداد حلقات للشرق الأوسط كنت قد كتبتها على شكل مقامات، وأيضاً فى حملة لمقاومة الختان، الإنسان محمود ياسين، مثل الفنان محمود ياسين، نهر يتدفق إنسانية، وقطعة ماس تتألق بريقاً.

نريده مجرد اعتزال لا عزلة، محمود ياسين.. من حقك أن تعتزل، ولكن أيضاً من حقنا أن نعشقك».

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى حب محمود ياسين فى حب محمود ياسين



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 03:19 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

قصات شعر قصيرة مناسبة ليوم صيفي حار ورطب

GMT 01:06 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلن مشاركتها بمسلسل رومانسي في رمضان 2020

GMT 21:58 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس جهة الدار البيضاء يمنح الوداد المغربي مبلغ مالي ضخم

GMT 12:11 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

عبد الرازق حمدالله يعيد فتح حسابه في "تويتر"

GMT 23:30 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أفكار ديكور جلسات خارجية مميزة وراقية

GMT 13:12 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

أمطار متفرقة على منطقة جازان الجمعه

GMT 08:59 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

إليك أفضل تصاميم أرضيات غرف النوم العصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab