حرمانية الموسيقى فى زمن «كورونا»

حرمانية الموسيقى فى زمن «كورونا»

حرمانية الموسيقى فى زمن «كورونا»

 الالأردن اليوم -

حرمانية الموسيقى فى زمن «كورونا»

بقلم - أمينة خيري

لو نقل لى صديق مقرب أو قريب أو عزيز، أجواء هذا الجدل الدائر حول إذا كان من يغنى أو يعزف فى شرفته لبث روح التفاؤل وإشاعة أجواء من البهجة فى زمن كورونا وإغلاقاته وتخوفاته، مذنباً أم أن ما يقوم به مقبول، لاتهمته بالكذب وشككت أنه يروج لأكاذيب وينشر ترهات.

لكن ما جرى أمام عينى من سجال ملتهب بسبب دعوة البعض فى أحد الأحياء الهادئة الجديدة المتاخمة للقاهرة لمن يمتلك موهبة العزف أو الغناء ليقدم موهبته فى شرفته للتخفيف عن الجيران فى مثل هذه الأجواء، هو أغرب من الخيال وأقبح من أى كذب أو احتيال.

سأل أحد السكان متعجباً من هذا السيل من الانتقاد والرفض لدعوات الغناء والعزف، وتساءل بنبرة نافية إن كانت الأجواء الفنية تتعارض والدعاء والتضرع إلى الله لإنقاذنا من خطر الوباء.

 وكانت النتيجة هبداً لا أول له أو آخر، محاسنه الوحيدة أنه يكشف ما وصلنا إليه من جنون فى فهم الدين، وتطرف وتشدد لا مجال لوصفهما إلا بـ«المريع» و«المرعب».

الردود المريعة والمرعبة صالت وجالت فى دوائر قوامها أن الدين الإسلامى دين واضح لا مجال فيه لفهم خاطئ أو تفسير يحتمل التأويل.

الموسيقى حرام والغناء رجس وكل من يروج لهما أو يلجأ إليهما مخطئ ومذنب! الأغانى والموسيقى محرمة تحريماً صريحاً.

 ومضى البعض ليضع الغناء والموسيقى على نفس الجبهة مع الزنا والفسق والفجور، وتعالت أصوات المحوقلين واللاعنين لمحاولات نشر أجواء الفسق فى زمن البلاء.

أجواء الفسق فى زمن البلاء تضعنا أمام العديد من الأسئلة.

كيف وصلت هذه الأعداد من المصريين إلى هذه الدرجة من الانغلاق والفهم المغلوط للدين؟ وكيف سكت الجميع على ما وصلنا إليه، الذى لم يحدث بكل تأكيد بين يوم وليلة؟ أصحاب الآراء ممن يؤكدون ويجزمون مستخدمين آيات قرآنية وأحاديث شريفة بأن الموسيقى ومن يعزفها ومن يستمع إليها، بل ومن يسكت على عزفها، فى النار، يتحدثون بكل ثقة ويقين.

وكل منهم أب أو أم يغرس مثل هذه الأفكار فى أبنائه وبناته.

هل يمكن تخيل الوضع بخروج الملايين من الأجيال الشابة وهى متشبعة بهذا الفكر؟ بكل تأكيد نعم.

 رأيناهم فى من يفجر نفسه فى فندق، ومن يقود سيارة مفخخة لتنفجر به وبدورية شرطة أو جيش.

هؤلاء تقدموا وتفوقوا فى الفكر التكفيرى الغارق فى تحريم تفاصيل الحياة، وأحرزوا مرحلة Advanced.

حالياً جارٍ إعداد أجيال جديدة على أيادى آباء وأمهات تلقوا تعليمهم إما فى دول أخرى كانت متشبعة بهذا الفكر ومطبقة له، ثم عادوا لينشروا الأفكار، أو فى مدارس ومعاهد تُرِكت على مدار سنوات ترتع فى ربوع البلاد.

النشيد الوطنى حرام، الرياضة للفتيات حرام، الموسيقى حرام، الطالبة التى تذهب للمدرسة دون غطاء رأس حرام حتى سيطر الحرام على الأدمغة وتحول الغناء فى زمن المحنة إلى فسق وفجور.

والحقيقة أن من أبشع ما جرى فى السجال المشار إليه هو قول أحدهم بأن «دينه» (حسبما قال) الدين الإسلامى لا ينظر للدنيا ومباهجها بعين الاعتبار، بل يعتبر الآخرة هى غاية المنى والمبتغى.

وتابع قائلاً إن مثل هذه الدعوات تفسد الدين وتدمر أخلاق المتدينين، والأولى أن يخرج الناس إلى الشرفات للتكبير والدعاء وليس لهذا الهراء الذى يحمل «المسلمين» وزراً وذنباً.

ومضى يقول: «ويكفى أنهم أغلقوا بيوت الله ومنعوا الصلاة»!!

الأعجب والأغرب أن هناك من يصدق بالفعل أنه كان ينبغى الإبقاء على دور العبادة (وتحديداً المساجد) مفتوحة، وكأن الفيروس سيقف على باب المسجد ولن يجرؤ على الدخول.

وبيننا من يعتقد أن هذا الإغلاق جائر!! وبيننا من يصر على خرق المنطق وضرب المصلحة العامة وصحة الجميع فى مقتل.

هناك من يجمع الجيران ويصلى على باب المسجد المغلق، أو على سطح البيت، وكأنه فى حرب بين الجاهلية والإسلام قبل 1400 عام.

هناك من يستمد قوة إيمانه من صوت الميكروفون، فكلما علا زاد الإيمان، وكلما انخفض اهتز الإيمان وضعُف.

الضَّعف الحقيقى يكمن فى استمرار تحكم مفاهيم تمسك بتلابيب المظاهر دوناً عن الجوهر. والأدهى من ذلك تحويل الدين من أسلوب حياة يُسهل على البشر معيشتهم ويستندون إليه داعماً ومقوياً ومصدراً لسعادتهم وبهجتهم، حيث الله غفور رحيم كريم محسن سلام وهّاب غفار عفو رؤوف رشيد نور عدل لطيف.

أما أولئك الذين يحورون الدين ويجعلون منه أداة لكسر النفس وإضفاء أجواء الظلام والبؤس والحزن، فلا يرون من الدين إلا عذاب القبر وقبح الحياة، فهم فى حاجة ماسة إلى تعديل مسار لفقر الفكر. هذا التعديل لن يحدث بفتوى تجيز البهجة، أو تعلن أن الفرحة حلال؛ الأمر يحتاج غسل الثقافة المصرية بـ«بوتاس» لإذابة طبقات الصدأ التى علقت بها لدرجة اختفاء معالمها الأصلية.

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرمانية الموسيقى فى زمن «كورونا» حرمانية الموسيقى فى زمن «كورونا»



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 20:15 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

كريستيان إريكسن يكشف سبب صراخه أمام تشيلسي

GMT 05:02 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

كمين أمني محكم يوقع تاجر "مواد مخدرة" في العيون

GMT 13:23 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

تركي آل الشيخ يعلن خبرًا صادمًا بشأن محمد صلاح

GMT 17:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

مي عز الدين تظهر بالحجاب لأول مرة في "رسايل"

GMT 14:55 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

دانييل ميدفيديف يصعد إلى نهائي بطولة سيدني للتنس

GMT 06:50 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

إلهام شاهين تؤكّد أنّها تحب الناس ولا تكره أحدًا

GMT 02:36 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كنزى دياب تهنئ متابعيها بـ "عيد رأس السنة" عبر "إنستغرام"

GMT 04:56 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تؤكّد أنّ الحيوانات تنفق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها

GMT 04:09 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"التخلّص من الملابس الرخيصة" أبرز أفكار تنظيم الخزانة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab