أزمة كردستان مع بغداد  إلى متى

أزمة كردستان مع بغداد .. إلى متى ؟

أزمة كردستان مع بغداد .. إلى متى ؟

 الالأردن اليوم -

أزمة كردستان مع بغداد  إلى متى

بقلم : صلاح النادي

لعل الكثير منا قد تابع خلال الأيام الماضية تداعيات الأزمة الراهنة في العراق، خاصة بعد استفتاء تقرير المصير الذي بمقتضاه تسعى حكومة إقليم كردستان العراق إلى الضغط على بغداد للانفصال عن العراق وإعلان الاستقلال بشكل رسمي، في ظل انشغال الحكومة المركزية في بغداد بحربها ضد تنظيم "داعش" المتطرف، واستغلالاً لضعف الإدارة السياسية في بغداد قررت حكومة أربيل الكردية إجراء الاستفتاء، على الرغم من المخالفة الصريحة للدستور العراقي الذي نص على وحدة الدولة، والرفض الدولي لإجرائه.

وللوقوف على ما يتم حاليًا في العراق، يجب معرفة أساس مشكلة كردستان مع الحكومة في بغداد، حيث تبدأ المشكلة منذ نشأة دولة العراق الموحدة، خاصة بعد اتفاقية سايكس بيكو التي مهدت لإنشاء دولة موحدة تجمع فيها عديد من العرقيات المختلفة في العراق وتشمل العرب والتركمان والأكراد بالإضافة إلى وجود الطوائف الدينية الأخرى.

ومنذ عهد الملكية في العراق يسعى عدد كبير من الكرد إلى إنشاء دولة قومية تضمهم ولكنهم فشلوا في تحقيق ذلك، إلى أن أُعلنت الجمهورية في العراق وتم إلغاء الملكية، ليعود حلم الأكراد في تكوين دولتهم إلى الظهور مجددًا، ونجحوا بالفعل في عام 1991 بانتزاع الحكم الذاتي في كردستان بشكل صوري بعد صراع طويل مع بغداد.

ورغم تمتع الإقليم بالحكم الذاتي إلا أنه ظل خاضعًا للسيادة العراقية، ومع سقوط نظام صدام حسين واحتلال الولايات المتحدة للعراق في 2003، تم تغيير الدستور العراقي ليعطي صلاحيات أكثر لإقليم كردستان كأنه دولة ولكن في نظام اتحادي مع بغداد، حيث يوجد للإقليم حكومة وبرلمان ومؤسسات إدارية خاصة به، بعيدًا عن سيطرة الحكومة المركزية في بغداد، كما توجد قوات أمنية خاصة بالإقليم تسمى بـ"الآسايش" وقوات عسكرية غير خاضعة للجيش العراقي وتسمى بـ"البشمركة"، فلا يجوز لقوات الجيش العراقي أن تدخل كردستان إلا بموافقة مسبقة من حكومة الإقليم، كأن الإقليم دولة داخل الدولة!

فمن الواضح فعليًا أن القيادات الكردية في كردستان لم تكتفِ بخيار الحكم الذاتي ضمن عراق موحد، بل تسعى جاهدة إلى فرض سياسة الأمر الواقع بانفصال شبه رسمي عن حكومة المركز في بغداد، وهو ما قامت به حكومة برزاني في كردستان من خلال إجراء الاستفتاء في ظل معارضة إقليمية ودولية لتبعات ذلك الاستفتاء، فهل ستنجح خطط أربيل في الاستقلال عن العراق؟ سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة حتمًا .

jordantodayonline

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة كردستان مع بغداد  إلى متى أزمة كردستان مع بغداد  إلى متى



GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 03:42 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

ميس حمدان تستأنف تصوير "طاقة نور" بعد شم النسيم

GMT 23:03 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

بورشه 911 طراز أسرع وأقوى بتعديلات تقنية

GMT 19:28 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان المصري خالد سليم يتعرض لأزمة صحية شديدة

GMT 01:56 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فاطمة ناصر تؤكّد أنّ "مارلين" في الحكاية "604" غامضة

GMT 06:09 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

منزل القنصل السعودي محور البحث عن الصحافي جمال خاشقجي

GMT 10:57 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

إيطاليا تتفوق على ألمانيا وتترأس عرش صناعة الأدوية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab