مامادو انجاي

عثر متحف /المسبح/ في مدينة /روبيهالفرنسية على صورة مكبرة للطبيب التقليدي السنغالي /مامادو انجايالذي تفوق على الأخصائيين في كل من فرنسا وبلجيكا في منتصف القرن الماضي عندما تمكن من مداواة كثير من المرضى بعد أن عجز الطب الحديث عن ذلكوتُظهر الصورة /انجاي/ مرتدياً بذلة وربطة عنق، وفي الخلفية راية السنغال وشجرة باوباب الرمزية في إفريقياويقول مسير المتحف، /جيرمين هيرسلز/، إن هذا الطبيب العصامي نجح في علاج آلام مستعصية في الظهر لدى والده بأعجوبةوظلت الصورة بحوزة /آنياس سينكو/ طيلة 32 سنة قبل أن تبيعها لتاجر خردة. وأكدت هذه السيدة في تصريحات صحفية أن /انجاي/ عالج زوجها بفضل تدليك عضلاته، ثم عالجه بعد ذلك بسنوات من التواء زعم الأطباء أنه لن يتمكن من المشي على إثرهوُلد /انجاي/ في مدينة /انجوربل/ السنغالية في عام 1909 وسافر إلى فرنسا وهو في الثانية والعشرين وأقام في مدينة /روبيه/ حيث بدأ يمارس الطب التقليدي بواسطة التدليك أساساً، وسرعان ما ذاع صيته في المنطقة، بل وتجاوزها إلى بلجيكا المجاورة. وأقبل عليه المرضى اليائسون من الطب الحديث ليجدوا عنده يداً شافية رغم تواضع العلاجات التي يقدمهاوأكد محافظ متحف /المسبح/، /برينو غوديشون/، أن العديد من الأطباء الحديثين كانوا يوجهون المرضى ذوي الحالات المستعصية إلى هذا الطبيب الموهوب. غير أن نجاحه أثار غضب الأخصائيين الذين رأوا في ما يقدمه ممارسة غير قانونية للمهنة وأقاموا دعاوى قضائية ضده.وجرت آخر محاكمة لـ/انجاي/ في مدينة /ليل/ في عام 1967 وحضرها قرابة 300 شخص تداووا على يده جاءوا من فرنسا وبلجيكا وقدموا شهادات دامغة لصالحه، كما أقرّ أحد الأطباء بتوجيه بعض مرضاه إليه، وأعلن رجل دين في الكنيسة أنه تداوى على يدهوقد أخذت المحاكمة منحى حاسماً عندما أقنع المتهمُ القضاة من خلال قيامه بعلاج سيدة تشكو من آلام حادة في الظهر أثناء الجلسة. وصدر الحكم بغرامة رمزية قدرها ألفا فرنك مع وقف التنفيذ ومنعه من ممارسة المهنةغير أن المفارقة الكبيرة تمثلت في إرجاع المحكمة لجميع المعدات المصادرة من /انجاي/، في إشارة ضمنية إلى إمكانية مزاولته لأعماله ولكن بشكل غير معلن. وقد شُفي على يد هذا الطبيب الذي توفي في عام 1985 ما لا يقل عن 54 ألف مريض في فرنسا وبلجيكا.

قد يهمك ايضـــًا :

3 آلاف "دليل" من الجنسين يقدمون خدماتهم للحجاج وزوار المدينة المنورة

متحف سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة يُتيح إطلالة لأهالي طيبة وزوارها