اتهمت أحزاب المعارضة الجزائرية، الأحد، الحكومة بـ"تزوير" انتخابات المجالس البلدية والولايات"، و"تفويت فرصة أخرى لتحقيق التغيير السلمي وفق إرادة الشعب"، بعد إعلان نتائج الانتخابات المحلية، واستحواذ حزبي "جبهة التحرير الوطني"، و"التجمع الوطني الديمقراطي" على غالبية الأصوات لمقاعد المجالس البلدية والولايات، فيما اعتبرت المعارضة أن "الزجّ" بالأسلاك النظامية(أجهزة الدولة) في العملية الانتخابية خدم مصلحة أحزاب السلطة. واعتبرت حركة "النهضة" الجزائرية، على لسان ناطقها الرسمي محمد حديبي في حديثه إلى "العرب اليوم"، أن "السلطة فوّتت على الجزائر فرصة بالثمينة؛ من أجل التغيير الذي ينشده كلّ جزائري"، مؤكدًا أن "الجوّ السائد المفعم باللاثقة بين الحاكم والمحكوم، خلق عزوفًا لدى المواطن عن التصويت، وهذا ما تؤكده نسبة المشاركة". وتحدث حديبي عن "زجّ أسلاك الجيش والأمن في اللعبة السياسية، وإدخالها لتغليب أطراف محسوبة على النظام، بعيدًا عن الإرادة الشعبية"، منتقدًا التعاطي الإعلامي للسلطة مع نتائج الانتخابات، وتسويقها على أنها واقع حقيقي. بدورها انتقدت أمين عام حزب "العمال" لويزة حنون، بشدّة نتائج الانتخابات واصفة إياها بـ"الخيالية والصورية"، قائلة:" لا يوجد جزائري لديه ذرة منطق يتقبل هذه النتائج"، مؤكدة أن "هذه الانتخابات تمثل ثاني طعنة إلى الرئيس بوتفليفة، بعد إعلانه الإصلاحات العام الماضي، بعد مهزلة تشريعيات أيار/ مايو الماضي". وأشارت حنون، إلى ما اعتبرته "تجاوزات خطيرة"، شهدتها مختلف ولايات الوطن، قائلة:" إنه في بعض المراكز تمّ شراء الأصوات بمبالغ مالية وصلت حتى 3000 دينار جزائري"، موّجهة أصابع الاتهام إلى حزب بلخادم "جبهة التحرير"، وعمارة بن يونس "الحركة الشعبية الجزائرية". ووصفت، قرار تصويت أفراد الجيش بـ"القرار السياسي"، مؤكدة أن "السلطة لا تملك تبريرات حول ما حدث، لأن مطلب غالية الأحزاب حول تصويت الأسلاك النظامية كان واضحًا"، مشيرة إلى أن "الجيش استُهدِف بإقحامه في أعمال غير قانونية، فجرى التصويت 6 إلى 7 مرات كما حدث في بجاية"، معتبرة أن "الأطراف التي تريد توريط الجيش وضعت البلد في خطر، وكأنها تبحث عن مواجهة بين المواطنين والهيئات النظامية لو لا أن هناك وعيًا من المواطنين بتفادي الصدام". وأعربت لويزة حنون، عن خيبة أملها من نتائج الانتخابات، معتبرة أن "خارطة سياسية جديدة تريد السلطة رسم معالمها"، مؤكدة أن "الجزائر هي الخاسرة، أما الرابح الأكبر فهي المافيا"، فيما تحدثت بحسرة عن مستقبل المجالس البلدية، قائلة إن "كلّ المؤسسات المنتخبة ملوثة بالمال الوسخ، وسيتضاعف نهب المال العام وتحويل الممتلكات العمومية".