وقوف الحجاج على عرفات

احتشد نحو مليوني حاج على صعيد عرفة، لأداء الركن الأعظم للحج، في ثاني أيام الحج، الذي يشهد أكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم.

وتهنئ إدارة العرب اليوم العرب والمسلمين في أرجاء المعمورة كافّة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، متمنيّة السكينة والسلام والحريّة للشعوب.

وأعلنت السلطات السعودية، أنَّ نحو 1.4 مليون مسلم من 163 جنسية، وصلوا من الخارج لأداء فريضة الحج، يضاف إليهم مئات آلاف الحجاج من داخل المملكة.

وبدأت بعد مغيب الشمس نفرة الحجاج إلى مشعر مزدلفة، حيث يجمعون حصوات الرجم، ويمضون معظم ليلتهم قبل التوجه مجددًا إلى منى.

وبدأ حجاج بيت الله الحرام، منذ شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، التدفق إلى صعيد جبل عرفات، لأداء ركن الحج الأعظم "الوقوف في عرفة"، بعد أن قضوا في مشعر منى يوم التروية.

ويجتمع عرفة هذا العام مع يوم الجمعة، وهو اليوم الذي وصفه رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) أنّه "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ..."، ويوم عرفة من أيام الله تعالى شرفه الله وفضله بفضائل كثيرة فعن ابن حبان من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاء".

وتوجه أكثر من مليونين من حجاج بيت الله إلى المشعر الحرام لأداء المنسك الثالث للحج، وذلك بعد مكوثهم على صعيد عرفات حتى غروب شمس الجمعة.

ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويلتقطوا بعدها الجمار، ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر السبت، اليوم الأول من عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي.

وتعدُّ "النفرة" من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.

وفي سياق متصل، نشرت السلطات السعودية 85 ألف عنصر أمن، لتأمين هذا الحشد العظيم، وأكّدت أن الأمور تجري بلا حوادث تذكر.

وأجبرت السلطات السعودية أكثر من 253 ألف شخص على العودة أدراجهم بسبب عدم حملهم تصريحا للحج.

وتواكب موسم الحج هذا العام تدابير مشددة لحماية الحجيج من فيروسين مميتين، هما فيروس "إيبولا" الذي يفتك في غرب أفريقيا، وفيروس "كورونا" الذي أودى بحياة 300 شخص في السعودية.

ويتصادف موسم الحج هذا العام مع وضع إقليمي متوتر، في ضوء استمرار الحرب ضد تنظيم "داعش"، المتهم بارتكاب فظاعات في سورية والعراق.

وبعد يوم عرفة يقوم الحجاج، السبت، اليوم الأول من عيد الأضحى، برجم الجمرة الكبرى في مشعر منى، قرب مكة المكرمة، وبعد أن يفرغوا من رمي جمرة العقبة يبدؤون نحر الهدي، ثم حلق الرأس، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة.

ويواصل الحجاج مناسكهم، فيبقون أيام التشريق الثلاثة في منى لرمي الجمرات الثلاث، الصغرى ثم الوسطى فالكبرى، كل منها بسبع حصيات.

وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة، للطواف حول البيت العتيق طواف الوداع، آخر واجبات الحاج قبيل سفره مباشرة.