رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج

وسط توتر جديد بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الليبية في العاصمة طرابلس، أبقى رئيسها فائز السراج الغموض بشأن زيارة غير معلنة يقوم بها إلى تركيا منذ بضعة أيام، إثر تراجعه عن استقالته على خلفية اجتماعه مع رئيس مخابراتها.والتزم السراج الذي يزور تركيا، دون التنويه سابقاً، أمس، الصمت حيال تقارير ربطت بين إعلانه التراجع عن الاستقالة، واجتماع سرّي عقده مع رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، وانتقدت وسائل إعلام محلية، إدارة السراج لحكومته من مدينة إسطنبول التركية، وتعمُّده تجاهل ذكر مقر إقامته الحالي في كل البيانات الصحافية الصادرة عن مكتبه بخصوص نشاطاته الرسمية على مدى اليومين الماضيين.

في المقابل، اتهم المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، تركيا ودولاً أخرى، بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين، ببذل مساعٍ لتقليص دور مصر في ملف ليبيا.ونقل مقربون عن صالح الذي التقى مجدداً، أمس، في القاهرة مع مسؤولين مصريين، في إطار التشاور المستمر بين الطرفين حيال الأزمة الليبية، التأكيد مجدداً على تمسكه بـ«إعلان القاهرة» مرجعاً رئيسياً لأي اتفاق ليبي محتمَل.ونقلت «وكالة الأنباء الليبية» الموالية للسلطات في شرق البلاد، عن مصدر مرافق لصالح، أن زيارته ستتطرق إلى آخر مستجدات الأزمة الليبية، خصوصاً تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية في البلاد، مشيراً إلى أن ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس أحد أبرز الملفات المطروحة للنقاش.من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة، أمس، إن رئيستها بالإنابة ستيفاني ويليامز بحثت أول من أمس في إسطنبول مع أحمد معيتيق نائب السراج، ما هو منتظر من ملتقى الحوار السياسي الليبي، المقرر أن ينطلق في التاسع من الشهر الحالي في تونس.

وشددت ستيفانى على ضرورة زيادة إنتاجية وفاعلية المؤسسات الحكومية، مشيرة إلى تأكيد الطرفين على أهمية التقارب بين جميع الليبيين لرسم مسار انتخابي سليم مبني على قاعدة دستورية، وفي أقصر إطار زمني ممكن، ينهي المراحل الانتقالية المتعاقبة وينقل ليبيا إلى مرحلة سياسية جديدة.واجتمع، أمس، خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الذي بدأ زيارة مفاجئة مساء أول من أمس إلى قطر، مع أميرها، تلبيةً لدعوة من رئيس مجلسها للشورى، بهدف تنسيق المواقف من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين، وقال بيان رسمي إن المحادثات ناقشت العلاقات الثنائية وآخر مستجدات الوضع في ليبيا.

من جهة أخرى، شهدت العاصمة طرابلس، توتراً عسكرياً بين الميليشيات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، حيث تحدث سكان محليون عن انتشار مكثف مفاجئ لميليشيات الأمن المركزي أبو سليم، بقيادة غنيوة الككلي، بمنطقة الهضبة في طرابلس، بعد سماع أصوات إطلاق نار بمحيط المطار.ولفتت تقارير غير رسمية إلى ظهور عناصر ومركبات ميليشيات الككلي في منطقة الهضبة، تزامناً مع أصوات اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بينما قال سكان في ضاحية الدريبي بطرابلس إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار.بدورها، طالبت القوة المساندة لقوات الوفاق في بيان لها، مساء أول من أمس، الحكومة ومجلس الدولة ومجموعة الأعضاء المنشقين عن مجلس النواب، بسرعة تفعيل «جهاز الحرس الوطني» في إطار ما وصفته بالحرص «على نزع السلاح من أيدي الجماعات الإرهابية وحفظ الأمن في البلاد ولدول الجوار».

وحث البيان على الإسراع في تدشين الجهاز الجديد بلائحته التنفيذية وسرعة اعتماد ميزانية رسمية له، تمهيدا لمباشرة أعماله وجمع شتات القوات المساندة لحكومة الوفاق.ووزعت عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات «حكومة الوفاق»، صوراً لافتتاح مركز للتدريب في معسكر حمزة التابع لها، بحضور وزير الدفاع صلاح النمروش ورئيس أركان القوات الفريق محمد الحداد وقادة المحاور، موضحة أنه تم بالمناسبة تقديم عرض عسكري للوحدات العسكرية التابعة للكتيبة 301 مشاة التابعة لجيش الوفاق.

إلى ذلك، نعت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، اللواء ونيس بوخمادة قائد قواته الخاصة الذي وافته المنية، أمس، بأحد مستشفيات مدينة بنغازي، إثر وعكة صحية، واعتبرت في بيان لها أن «الفقيد هو أحد أهم قادة القوات المُسلحة ورمزٌ من رموزها، الذي خلد اسمه في تاريخها بتضحياته وعطائه المُنقطع النظير».وقال اللواء أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني إن بوخمادة توفى بعد مرض لم يمهله طويلاً، لافتاً إلى «مواقفه البطولية في محاربة الإرهاب ووقوفه الدائم إلى جانب الشعب فقد كان دائماً يتقدم الصفوف، لم تغرِهِ المكاتب والمناصب ولم يغرِه متاع الدنيا الزائل». ولُقّب الراحل بـ«الفهد الأسمر»، وكان أحد أهم مساعدي المشير حفتر في حملته العسكرية التي بدأت منذ عام 2014 لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة خاصة في المنطقة الشرقية.

قد يهمك أيضا:

اعتقال عميد بلدية بني وليد ومسؤولين في وزارات ومصالح حكومية في طرابلس
رئيس حكومة "الوفاق" يتراجع عن الاستقالة من منصبه