الملكة تي

ملامح فرعونية واضحة، بشرة سمراء، عيون مليئة بالصرامة والثقة، حاجب دائري مرفوع، فم مقلوب يدل على الهموم، وخطوط في الجبهة وبجوار الشفاه، وجه خالي من علامات السعادة، تكوين معقد تشير ملامحه إلى شخصية مركبة، وما يلفت الانتباه أنه مكرر في جميع صور أو تماثيل الملكة تي زوجة أمنحتب الثالث.مظهر الملكة تي، الذي يطلق عليه أو يوصف بـ "تكشيرة"، يثير التساؤلات  عن السر وراء تعبيرات وجهها العابثة، والصفات الشخصية لهذه الملكة، ويفك ألغاز هذه الملامح المعقدة الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.

من هي الملكة تي؟

الملكة تي، زوجة الملك أمنحتب الثالث وأم إخناتون وهو أمنحتب الرابع، وجده الملك توت عنخ آمون، وربما لا يعلم البعض أن تي كانت من النبلاء وليست من طبقة الملوك، ومن المتعارف عليه أن يتزوج الملوك من بعضهما، إلا أن أمنحتب الثالث قرر الزواج منها وجعلها ملكة لحبه الشديد لها.

سر تكشيرة الملكة تي؟

كانت الملكة تي، ذات شخصية قوية وصارمة، يمكن وصفها بالـ"جبارة جدا"، وكان لها دورا كبيرا وقياديا مثل شجرة الدر وحتشبسوت، ويرجع سبب عبوث وجهها إلى  كثرة الأعباء والهموم التي كانت فيها، لكنها تمتلك  حضور وكاريزما، أجبرت الملك أمنحتب الثالث على الزواج منها.ويعتقد الناس من مظهرها المعروف أنها ذات بشرة سوداء وأنها نوبية، إلا أن الأمر غير ذلك تماما، فهي من أخميم بمحافظة سوهاج، وكانت قمحية اللون مثل عموم المصريين، لكن ألوان التماثيل تسببت في ظهورها وكأنها سمراء.

وفي عهد أمنحتب الثالث وأمنحتب الرابع كانت الملكة تي "الحاكم الآمر الناهي"، وكانت فترة متوترة فزوجها رجل مرفه وهي تسعى للدعاة والبناء والتعميرو كانت: "واخدة الأمور بشكل جدي، وبتهتم بنفسها طبيعي بس بتشوف أمور الحكم والسياسية أهم من أي حاجة، وكانت بتجيب لزوجها الستات يتجوزهم في إطار دبلوماسية عشان توطيد العلاقات بين أي بلدين".واعتاد الناس على إرسال رسائل تل العمارنة لها (الهدف منها المراسلات الدبلوماسية بين مصر والشرق الأدنى القديم) من أجل التودد لها حتى توصي عليهم الملك أمنحتب الثالث وبعد ذلك أخناتون.وزوجها أمنحتب الثالث كان يحبها وأهداها الجعارين التذكارية فضلا عن تشيده قصرا فى طيبة قديما "الأقصر حاليا"، وألحق بحديقته بحيرة كبيرة محاطة بالأزهار.

أشهر حماة في التاريخ

يُقال عن تي، أنها أشهر حماة في تاريخ مصر القديم، بسبب قصة اختفاء الملكة نفرتيتى زوجة ابنها أخناتون، وتعددت السيناريوهات حول ذلك، فيتردد أنها زارت الثنائي في منطقة تل العمارنة، وبعد ذلك حدث انفصال بينهما، و"بيقولوا أنه حصل انفصال بينهم، على أساس أنها الحماه راحة تتغدى معاهم وحصل الانفصال، وفي رأي تاني أن نفرتيتي ماختفتش من المشهد بعد العام 12، بدليل أننا لاقينا نقش من العام الـ16 اكتشفناه من قريب في منطقة بالمنيا بيذكر نفرتيتي، وده معناه  أنها مختفتش"، ولكن ربما يكون هناك فجوة بين العام الـ12 والـ16.

قد يهمك أيضا:

بعثة ترميم تمثالي ممنون ومعبد أمنحتب الثالث تعلن عن اكتشاف أجزاء للإلهة "سخمت"
علماء آثار في مصر يكتشفون تمثالاً جديداً غير مكتمل يعتقد أنه لـ"أبو الهول"