تقليل الاعتماد على معيار الناتج المحلي الإجمالي في تقييم الأداء الاقتصادي
آخر تحديث GMT10:35:18
 الالأردن اليوم -

تقليل الاعتماد على معيار الناتج المحلي الإجمالي في تقييم الأداء الاقتصادي

 الالأردن اليوم -

 الالأردن اليوم - تقليل الاعتماد على معيار الناتج المحلي الإجمالي في تقييم الأداء الاقتصادي

الاقتصاد العالمي
لندن _ العرب اليوم

تعدّ "جودة الحياة" و"السعادة الوطنية" و"مستوى المعيشة" مؤشرات جديدة لتقليل الاعتماد على الناتج المحلي كمؤشر لتقييم الاقتصاد في ظل كورونا، وتسببت الخسائر الباهظة جراء جائحة فيروس كورونا المستجد في تحفيز الخبراء لتقليل الاعتماد على معيار الناتج المحلي الإجمالي في تقييم الأداء الاقتصادي، فقد ظهرت قوة متجددة تطالب بتقليل الاعتماد على إجمالي الناتج المحلي كمقياس للرفاهية الاقتصادية، في ظل أزمة أظهرت بوضوح الفجوات التي تعاني منها نظم الرعاية الصحية وشبكات الأمان الاجتماعي.

فجوة بين الأثرياء والفقراء
وعمّق الازدهار الاقتصادي التالي للأزمة التفاوت بين الأغنياء والفقراء، من خلال التعافي الاقتصادي السريع، حيث استفاد الأثرياء من ارتفاع أسعار الأصول التي لديهم، بينما ظل الآخرون يعيشون في ظل الخوف الدائم من فقدان وظائفهم، حسب وكالة بلومبرغ للأنباء. وفي 21 أكتوبر/ تشرين أول الجاري أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرا اقترح فيه أن يكون إجمالي الناتج المحلي مجرد عنصر ضمن مجموعة عناصر من بينها التفاوت في الدخول، ومعدل استهلاك الطاقة، وكفاءة الخدمة الصحية العامة في تقييم أداء أي اقتصاد. وفي اليوم ونفسه وفي أولى جلسات الاستماع العامة التي عقدها البنك المركزي الأوروبي كجزء من مراجعة سياسة عمله، تحدث مشاركون عن ضرورة تطوير نماذج اقتصادية بديلة.

مستوى المعيشة
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن دياني كويل الأستاذ في جامعة كامبريدج ومؤلف كتاب "إجمالي الناتج المحلي: تاريخ موجز لكنه حنون" القول إن "الجائحة أبرزت بشكل كامل أن ما كان نهتم به بما في ذلك نحن كاقتصاديين، ليس كمية الأموال التي يجري تداولها في الاقتصاد، وإنما مستوى معيشة الناس على نطاق أوسع، لا يوجد حتى هذه اللحظة مرشح واحد واضح ليحل محل إجمالي الناتج المحلي" كمؤشر لأداء الاقتصاد، فمؤشر إجمالي الناتج المحلي ظل مسيطرا على مدى نحو قرن من الزمان، ويرجع الاعتماد عليه إلى بساطته الشديدة. فهو مجرد رقم واحد ومقياس يسهل فهمه ويمكن للسياسيين استخدامه، عندما يكون جيدا، للترويج لسياساتهم.
لكن سيطرة مقياس إجمالي الناتج المحلي أصبح عرضة للهجوم في السنوات الأخيرة. فقد تحدث المفكر الاقتصادي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيجلتز عن "شهوانية إجمالي الناتج المحلي".
واقترح ستيجلتز مع جان بول فيتوسي منهجا جديدا لقياس أداء الاقتصاد يتضمن المستوى المعيشي والبيئة.
يقول فيتوسي الأستاذ الفخري في معهد باريس للدراسات السياسية "يمكن أن يكون لديك معدل نمو مرتفع للغاية لإجمالي الناتج المحلي، لكن إذا ذهب هذا النمو إلى 1% فقط من السكان، فإنه يصبح بلا معنى، فعندما تفتقد إلى بعض المقاييس، فقد تتخذ قرارات سيئة".


يذكر أن استخدام إجمالي الناتج المحلي كمقياس لأداء الاقتصاد يعود في الأصل إلى فترة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين عندما كان المحلل الاقتصادي الأمريكي سيمون كوزنت يبحث عن طريقة يشرح بها للكونجرس ما حدث للاقتصاد الأميركي. وحذر المحلل الاقتصادي في ذلك الوقت من محدودية هذا المقياس، وكتب كوزنت "نادرا ما يمكن قياس رفاهية أي أمة اعتمادا على مقياس الدخل القومي".
المشكلة الكبرى في مقياس الناتج المحلي هي أنه "أولي"، حيث يتم احتساب إنتاج الأسلحة وأسرة المستشفيات وكعكة الشيكولاتة بنفس الطريقة، بغض النظر عن ما إذا كانت مفيدة للمجتمع أو للبيئة، في الوقت نفسه، فإن إجمالي الناتج المحلي يمثل مقياسا غير ملائم عند قياس المنتجات غير المادية، وهو نقطة قصور مهمة في العصر الرقمي، كما أنه لا يرصد أي مخصصات للأعمال التي تتم بدون أجر مثل الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، رغم أن هذه الأنشطة تشغل حصة كبيرة من حياة الناس.

"السعادة الوطنية" و"جودة الحياة"
وكبديل لذلك بدأت دولة بوتان تستخدم مقياس "إجمالي السعادة الوطنية" في سبعينيات القرن الماضي. كما ظهرت مؤشرات أخرى في القرن الحالي، لكن لم ينتشر استخدام أي منها على نطاق واسع ليزاحم مقياس إجمالي الناتج المحلي، ففي أستراليا بدأ استخدام مقياس "جودة الحياة" عام 2001 في حين أطلقت أوروبا مبادرة تحت عنوان "ما بعد إجمالي الناتج المحلي" عام 2007. وتركز ميزانية "جودة الحياة" في نيوزيلاندا على مقاييس مثل الإنفاق على قضايا الصحة النفسية وفقر الأطفال. وتنشر منظمة تابعة للأمم المتحدة "تقرير السعادة العالمي".


وطورت كيت رواووث المستشارة في معهد التغير البيئي التابع لجامعة أوكسفورد "نموذج الدونات" أو "نموذج الكعك المحلى" والذي يتضمن مدى توافر السكن والطعام والرعاية الصحية والتعليم إلى جانب حماية المناخ عند قياس أداء أي اقتصاد. ويشير استخدام كلمة "الدونات" في اسم المؤشر إلى حقيقة أنها تشير إلى نقطة " حلوة" بين الحد الأدنى للمعايير الاجتماعية من ناحية والإفراط في استخدام موارد كوكب الأرض من ناحية أخرى. وتفضل كارين دينان الأستاذة في جامعة هارفارد استخدام مؤشر يتضمن قياس التفاوت في الدخل والرعاية الصحية والبيئة بنسب متساوية.


وبدأ مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي الذي يصدر بيانات إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة مبادرة تحت عنوان "إجمالي الناتج المحلي وما بعده" لتحسين استخدام البيانات الخاصة بجودة الحياة اقتصاديا والاستدامة.
وأصدر المكتب مجموعة مقاييس أولية في آذار/مارس الماضي ومن المتوقع تحديث بعضها بشكل دوري اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أزمة جائحة كورونا تأثر على الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ

توقعات من صندوق النقد الدولي بانكماش الاقتصاد العالمي 4.4 في المائة العام الجاري

jordantodayonline

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقليل الاعتماد على معيار الناتج المحلي الإجمالي في تقييم الأداء الاقتصادي تقليل الاعتماد على معيار الناتج المحلي الإجمالي في تقييم الأداء الاقتصادي



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 18:45 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة جدة تدشن تطبيق برنامج الدراسات العليا في فرع خليص

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خافيير أغيري يكشّف عن سبب توليه تدريب منتخب مصر

GMT 12:46 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عرض فساتين الزفاف الجديدة في أسبوع باريس للهوت كوتور

GMT 09:39 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق اختيار العبايات للمرأة المحجبة لفصل الشتاء

GMT 00:53 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

روضة الميهي تصمِّم الجمال من حجر اللاريمار

GMT 00:59 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

مخاوف من عصر جليدي صغير ومرعب خلال 30 عامًا

GMT 08:36 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الشكل البوهيمي للمسة ديكور خريفية في الحديقة

GMT 16:30 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرب تشتعل بين ياسمين وعبير صبري على التواصل الاجتماعي

GMT 02:45 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلاف فواخرجي تكشف أسباب غيابها عن الدراما المصرية

GMT 01:13 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اليزيدية نادية مراد تكشف كيف تم تعذيبها في "داعش" قبل أن تهرب

GMT 10:25 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل كيك بالزبيب الأسود مغذي ولذيذ

GMT 23:39 2017 الإثنين ,21 آب / أغسطس

"Amira Riaa's Collection " تطلق مايوهات مميزة للمحجبات

GMT 11:57 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الاحتفال برفع علم الأردن على أعلى سارية في المفرق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab